إيواء تلميذات إقليم الحوز؛ حيث قدمت الكثير من الفتيات بقصد التعلم، ليتم تشكيل مساكن لهم وإيوائهم في دار السراغنة. إليكم في المقال كافة تفاصيل هذا الخبر. ولكن في البداية سوف نتعرف معاً على بعض المعلومات المهمة عن إقليم الحوز.
قبل إيواء تلميذات إقليم الحوز … ما هو إقليم الحوز؟
الحوز هو واحد من أقاليم المغرب الغربي، وينتمي بالإضافة إلى ذلك إلى جهة مراكش آسفي في وسط البلاد. وهو بشكل عام غير بعيد مراكش كثيراً. تتنوع تضاريس المنطقة لتشمل كثيراً من الجبال التي هي سلاسل جبلية تمر عبر الإقليم. وتشكل هذه الجبال حينها جزءاً من سلاسل الأطلس الكبير، وتختلف بالارتفاع ويتوجه إليها الكثير من السياح في المنطقة. وهنالك الكثير من الأشخاص يمارسون فيها رياضات التسلق والمشي لفترات طويلة.
وكذلك تحتوي المنطقة على وديان، وتحتوي هذه الوديان على الكثير من النباتات البرية، علاوة على ذلك بداخلها أنهار جارية وبيئة طبيعية خلابة. وللإقليم أيضاً مناطق ساحلية، حيث يطل على المحيط الأطلسي. وبه كذلك بعض التضاريس الصحراوية والتي تمتد في المنطقة الجنوبية الغربية. وتتميز المناطق التي تقع هنالك بالجفاف ومظاهر الصحراء كافة.
خلال الزلزال الأخير الذي ضرب المغرب في عام 2023، اعتبر حينها أن إقليم الحوز هو أكثر المتضررين به. حيث قارب عدد الوفيات فيه 1684 وهو العدد الأعلى في الوفيات بالنسبة لمناطق المغرب. (المصدر)
مأساة إقليم الحوز خلال زلزال المغرب
شهد المغرب مأساة كبرى حينما حصل الزلزال والمسألة تجاوزت أرقام الوفيات. على سبيل المثال فإن إقليم الحوز تضرر كثيراً جداً، وحتى أن الوصول إليه أصبح شبه مستحيل بسبب التضاريس الجبلية. علاوة على ذلك أيضاً بسبب انقطاع الطرق المؤدية إليه. وكل ذلك بسبب وقوعه كما ذكرنا قبل قليل في مناطق جبال الأطلس الكبير. ونتيجة لذلك واجهت فرق الإنقاذ صعوبة كبيرة في الوصول إليه ومساعدة سكانه. وذكر عبد العالي وهو واحد من جماعة أزكور في الإقليم. أن الجماعة بشكل كامل قد ضرّها الزلزال. بالإضافة إلى ذلك فقد شهدت جميع قرى المنطقة حالة صعبة وكبيرة من التدمير والخراب. وقال كذلك بأن بعض القرى الآن حين الزلزال تعيش بوضع كارثي. إذ ذكر حينها أنه يوجد أشخاص تحت الأنقاض ولم يوجد أحد ليساعدهم. وقال بأن عدد الضحايا يزداد بالتدريج.
وأضاف خلال حديثه أن الحوز هو عبارة عن منطقة جبلية، والطرق التي تؤدي إليه بدائية وبسيطة. ولكن لفت إلى أن عملهم من أجل توسيع الطرق وتحسينها كان قد بدأ قبل مدة. ولكن جاء الزلزال وقام بإيقاف كافة الأعمال في المنطقة. وذكر خلال حديثه أيضاً أنه يوجد طريق بديل للدخول إلى المنطقة، ولكن المرور منه في غاية الصعوبة. وحسب الكثير من المصادر فقد كان هنالك صعوبة في عمليات الإنقاذ. وظل الناس حينها يعيشون تحت الأنقاض لفترة طويلة من الزمن. كذلك حاول سكان القرية أن ينتشلوا الجثث والأحياء قبل أن تصل المساعدة لهم باستعمال وسائل بسيطة.
وفي لقاءات صحفية ذكر شاب يدعى عادل وهو من المنطقة أن الطريق الرئيسي الذي تضرر حينها. كان مبنياً منذ وجود الاستعمار ولم يتم العمل على تحسينه. إلا منذ فترة قصيرة حيث بدأت الأعمال به، وكان ذلك نتيجة لصعوبة المرور والتنقل من خلاله. على الرغم من عدم وجود زلزال حينها. وبالإضافة إلى ذلك فقد قال إن شبكات الاتصال ضعيفة بشكل كبير في المنطقة، وهذا قد يُصّعب عملية الإنقاذ.
“اقرأ أيضاً: ماني وفيرمينو نسيا أنهما خارج ليفربول“
عودة الحياة إلى الإقليم
قامت السلطات المغربية يوم الجمعة بتاريخ 22/9 بالإعلان. عن تمكنها من فتح جميع الطرق التي تضررت بالزلزال الذي أصاب إقليم الحوز. ونتيجة لذلك فقد أصبحت حركة السير تتم بشكل طبيعي وسهل، وذلك في الطرق التي تربط بين قرى الإقليم. وبحسب ما ذكرت المديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك في المنطقة. أنه تم إعادة فتح ما يزيد عن مسافة 233 كم من الطرق التي تضررت جراء الزلزال الأخير. إذ قامت حينها السلطات ببذل جهود كبيرة من أجل إصلاح المشكلات وفتح الطرق لأجل الأعمال المختلفة.
عموماً فقد بدأت مناطق الإقليم المختلفة بالتعافي من آثار الزلزال. وبالأخص جماعة إيغيل التي تعتبر أكثر فئة تضررت في المنطقة. إذ بدأ أفرادها الآن بطي صفحة الزلزال والبدء بالأعمال بكل جد ونشاط.
وكل هذا بمساعدة السلطات المختصة حيث قامت بعدة إجراءات فعالة في المنطقة. وكانت قد اتخذتها بسرعة بحسب ما وجههم ملك المغرب. بالإضافة إلى ذلك من مظاهر الاهتمام الكبير بالمناطق المتضررة بالزلزال في الحوز. فقد كان المختصون يقيمون الأضرار في المباني والطرق والمناطق المختلفة. وفي نفس الوقت كانت المساعدات الطبية والمجتمعية وكل شيء تقدم من قبل كادر مختص أيضاً. وفي هذا السياق فقد نقلت السلطات قرابة 6000 من طلاب المدارس إلى مراكش، وذلك بهدف أن يكملوا دراستهم. لأجل أن لا يحصل هدر دراسي. وقد خصصوا لهم قاعات مخصصة من أجل الإيواء.
“شاهد كذلك: الذكاء الاصطناعي ينذر بتكرار بعض الأخطاء التي كانت في عصر وسائل التواصل الاجتماعي“
إيواء تلميذات إقليم الحوز
في يوم الخميس الماضي تم إيواء 168 طالبة قادمة من إقليم الحوز لأجل الدراسة في مراكش في دار الطالبة دار السراغنة. وقام والي جهة مراكش آسفي السيد كريم قسي الحلو بالإشراف على تلك العملية حينها. وذلك بعد توجيه الملك محمد السادس بالتكفل بالأشخاص الذين تضرروا جراء الزلزال. كما حضر خلال الإيواء الكثير من المسؤولين الذي يتبعون لجهات مختلفة.
وذكرت رئيسية مصلحة الارتقاء بتدبير المؤسسات التعليمية السيدة عتيقة أزولاي. في تصريح قدمته لوكالة أنباء مغربية أن العملية تلك كانت نتيجة الجهود التي بذلها السلطات والأكاديميات التعليمية ورئاسة ولاية المنطقة. وأوضحت في هذا السياق أن الكثير من المؤسسات التعليمية والمدارس أغلقت في إقليم الحوز بسبب ما خلفه الزلزال. ونتيجة لذلك فقد كان إيواء تلميذات إقليم الحوز خطوة ممتازة من أجل تكامل فرص التعليم.
كذلك فقد بين رئيس قسم الشؤون الاقتصادية في مراكش السيد معطي علكة. أن عملية الإيواء هذه أتت كفكرة داعمة لإيواء الطالبات من أجل إكمال تعليمهم في مراكش. وذكر علاوة علي ذلك أن تلك العملية قادرة على طمأنة الطالبات. وسوف تساعدهم في إكمال تعليمهم بأمان وظروف جيدة. وأشاروا إلى أن المؤسسة سوف توفر الطعام والدعم النفسي والطبي لهن. وأخيراً لا بد أن نذكر أن الخطوة هذه جاءت بعد زيارة وزير التربية الوطنية والتعليم السيد شكيب بن موسى. إلى الثانوية التأهيلية. وقال بأن هذه الخطوة من شأنها أن تخفف الازدحام والاكتظاظ في تلك الثانوية التابعة لإقليم الحوز.
“قد يروق لك: ريهانا تطلق اسماً غريباً على طفلها الثاني وسبب هذه التسمية“
الخلاصة
هذه كانت أهم الأخبار حول إيواء تلميذات إقليم الحوز؛ حيث تم إيواء 168 طالبة بهدف إكمال تعليمهم. وذلك بعد تضرر المنطقة كما ذكرنا سابقاً بالزلال، مما أدى إلى إغلاق المدارس فيها لفترة طويلة من الزمن. كما جاءت هذه الخطوة علاوة على ذلك من أجل تخفيف الأعباء على الثانويات التي توجد في الإقليم. حيث تعاني من الاكتظاظ والازدحام بسبب صغر حجمها وكثرة الطلاب الذين يدرسون بها.
